الرجوع

مجرد زيارة أم نصر للسلام؟

الخميس

م ٢٠٢١/٠٣/١١ |

هـ ١٤٤٢/٠٧/٢٨

تُـعتبر زیـارة قـداسـة الـحبر الأعـظم بـابـا الـفاتـیكان مـھمة وتـأریـخیة، لأنـھا لـم تَحـدث سـابـقًا، ولأنـھا تـضمنت زیـارة أشـخاص وأمـاكـن لـھم دلالات كـبیرة ومـؤثـرة عـلى الـصعید الـعالـمي. فالـظروف الاسـتثنائـیة الـتي یـمر بـھا الـبلد عـلى كـافـة الصُّعُد، جـعلت مـن الـزیـارة أمـرًا یـعطي الـكثیر مـن الأمـل، لكي یستعید العراق موقعه، ویعُود إلى الساحة الدولیة مرة أخرى بشكل إیجابي.

أیـضا زیـارة الـحبر الأعـظم لـلمرجـعیة الـعلیا للمسـلمین الشـیعة فـي الـعالـم، والـمتمثلة بـسماحـة آیـة الله الـعظمى السـید السـیستانـي، أعـطت الزيارة أھـمیة كـبیرة، لِـما لھـذا الـشخص مـن تـأثـیر كـبیر في الـشعب الـعراقـي بـوجه خـاص، وفي عـدد مـن شـعوب الـعالـم بـشكل عام. ارتـبطت أھـمیة الـزیـارة بـأھـمیة الـشخصیتین الـكبیرتـین، الـلتین تُـعتبران قـطبَین مـن أقـطاب السـلام فـي الـعالـم. فـلكل مـنھما مـواقـف عدیدة تجاه الإنسانیة.

إن الـزیـارة فـي نـفس الـوقـت بيَّنت لـلعالـم الاتـجاه الإنـسانـي والـعقلانـي للتشيُّع، والـمتمثل بـالـمرجـعیة الـعلیا فـي الـنجف الأشـرف. ومِن ثَمَّ، سـیحصل دعـم لـصوتـھا ومـواقـفھا، والـتي طـالـما دعـمت الـعمل عـلى جـعل الـعراق دولـة قـویـة ذات سـیادة، والـعمل عـلى أن یـكون الـمواطـنون/ات مـتساوين في الـحقوق والواجبات.

أمـا زیـارة مـدیـنة "أور" في هذا الموقع الجغرافي، فـإن أھـمیتها ھـو بسـبب تشـریـف نـبینا إبـراھـیم لـھا. فشرَفُـھا تـابِع لشـرفـه، وإبـراھـیم ھـو أب جـمیع الأنـبیاء، وھـو نـبي تـؤمـن به كثير من الـدیـانـات، وعـليه إجـماع مـن جـمیع الـمؤمـنین. لـذلـك، تَـضمَّن لـقاء أور تـمثیلًا لجـمیع الأدیـان. وھـذا الـتمثیل سـیدعـم حـوار الأدیـان بـشكل أكـبر، ویـعمق الـعمل المشـترك، والـذي مـن أبـرز نـتائـجه نـجاح الـتعایـش السـلمي إنْ تَـحقَّق بشروطه وآلیاته.

بـعدھـا تأتي زیـارة المَوصِـل (الـمدیـنة الـمنكوبـة)، والـتي مـا زالـت تُـلملم جـراحـھا وتشـد جـروح أبـنائـھا. زارھـا الـحبر الأعـظم، وأقلُّ مـا یـمكن أن یـقال فـي حـق ھـذا الـلقاء، ھـو تـكمیم الأفـواه الـتي طـالـما كـان لـھا أدوار سـلبیة فـي تـفریـق الـناس، وسـلب حـریـاتـھم وكـرامـتھم، وحـرمـانـھم أبسـط حـقوقـھم. ھـذه الـزیـارة -في اعـتقادي- سـتكون فـاتـحة خـیر لـزیـارات وأفـكار وأعـمال أخـرى ھـادفـة، تَسـیر بـنا إلـى سـاحـل الخلاص، من بعد ما أتعبَتنا الأمواج المشاكسة، ووقفَت حاجزَ تَحدٍّ بیننا وبین ذلك الساحل.

ھـذه الزيارة سـتعطينا زخـمًا ودعـمًا مـعنویـًّا، لنَسـیر فـي درب الـبناء وتـربـیة الأجـیال عـلى الـمبادئ والـقیم الـسامـیة، الـتي مـن أجـلھا نـاضـل المسـیح (ع) والـحبیب محـمد (ص)، وقدَّم فـیھا الأمـیر عـلي (ع) وولـداهُ الـحسن والحسـین والـتسعة الـمعصومون مـن ذراریـھم (ع)، وكـثیرٌ مـن الـصالـحین، الـذين سـطروا أسـماءھـم فـي درب الـنضال الإنـسانـي وزيَّـنوا جـبین المجـد. سـنكمل الـطریـق مع قادة صالحین، یأخذون بأیدینا إلى بر الأمان، وھذه ھي رسالة الأدیان.

مقالات الرأي المنشورة في تعددية تعبر عن رأي الكاتب/ة، ولا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة.

إعادة نشر أي مقال مشروطة بذكر مصدره "تعددية"، وإيراد رابط المقال.

الكلمات الدليلية

إخترنا لكم

Alternate Text
جميع الحقوق محفوظة © 2024
تصميم وتطوير Born Interactive