المعابد- ﭘﺎڠود: صرحٌ لليقظة الداخلية

هي أبنية مُشادةٌ منذ أن كان بوذا على قيد الحياة، تستخدم في المجتمع البوذي كأديرة تسمّى “ﭬﻴﻬﺎرا” لإيواء الرهبان واستقبال الناس والتبشير. بعد وفاة بوذا أضيفت إليها مبانٍ جديدة تكريمًا لذكرى المـعلّم. تُقام فيها طقوس الترنيم وتلاوة الكتب المقدّسة، ويحجّ الناس إليها لزيارة الصروح الاثريّة وتقديم نذور سنويًّا.

 تتباين في هذه المعابد زخرفة المذبح من المنحى البسيط إلى الأكثر نقشًا وزخارف. كلّ يوم، توضع قرابينٌ من الزهور، والبخور، والشموع، والطعام أمام صور “بوذا”، و”البوديساﺗﭬﺎ” وهم (كائنات من المتنوّرين بالحكمة والرحمة)، وصور المعلّمين الروحييّن. وتختلف نوعية هذه القرابين باختلاف البلدان، وتوجَّهُ إلى بوذا كمعلّم مُعطي المعرفة بالولادة والتجسّد الكامل لهذه الولادة، التي يتوق إليها الجميع.

يخلع البوذيون أحذيتهم عند دخول المعبد كي لا يحملوا معهم القذارة من الخارج. في الداخل يُعبِّر المؤمنون عن تبجيلهم أمام المذبح بشتّى أشكال التحيّات، كالانحناء والسّجود.

 

تدور مهام الراهب أو الراهبة المسؤولين في العادة عن هذه الأمكنة، حول الاهتمام اليوميّ بالمبنى، وقراءة الكتابات المقدّسة، وإعطاء المشورة، والسهر على التطوّر الروحيّ للمؤمنين. وتعود إلى الراهب كذلك مهمّة تقديم القرابين على المذبح، التي يضعها الناس عادة تحته.

 

نِلتُ امتياز العيش في زاوية المعبد: قاعة كبيرة مربّعة يملؤها تمثال ضخم لبوذا. […] في الليل يعكس الوجه الذهبي النور الناعم للمصباح المضاء أَبدًا  […] والمنتصب أمام طاولة القرابين الرخاميّة.

أناغاريكا غوﭬيندا (1898-1985)، طريق الغيوم البيضاء، الفصل 3 .

 

في الاحتفالات الخاصّة تُقدَّم القرابين بكميّات أكبر من المعتاد، خاصةً خلال لقاءات المجتمع الرهبانيّ أو الأعياد المرتبطة بحياة بوذا أيّ (ولادته، تَنَوُّره، تعاليمه الأولى، موته). يقوم الرهبان بعد انتهاء الاحتفالات بإعادة توزيعها على الناس. وفي هذه المناسبات يظهر البُعد الاجتماعيّ للمعبد، ومدى اندماجه في الحياة اليوميّة للناس أكثر من بقية الأيّام العاديّة.

 

تتميّز العمارة المقدّسة البوذيّة بتنوّع أنماطها المعماريّة تبعًا للبلدان العديدة المتواجدة فيها، ووفقًا للمواد المتاحة (الحجر، والطين، والخشب). وتبقى رمزيّة المكان هي نفسها، سواء كان المعبد مؤلّفًا من غرفة واحدة، أو على شكل مجمّع ذي قاعاتٍ عديدة، أو قرى رهبانيّة متكاملة. ويندرج "المذبح العائلي" داخل البيت ضمن هذه الرمزيّة المقدّسة، لأنه المكان الذي يمكن لأيّ شخص أن يقصده للصّلاة، والتأمّل، وأداء الواجبات الدينيّة، والعمل على تناغم المجتمع بإعطاء مثال عن السلام للعالم.

جميع الحقوق محفوظة © 2024
تصميم وتطوير Born Interactive