معبد الڠوردوارا حاوي ڠورو ڠرانث صاحب

“الڠوردوارا” هو الاسم الذي يطلقه السيخ على معابدهم، ويعني حرفيًّا (الباب المؤدّي إلى الڠورو أو المعلّم الروحي)؛ هو باب مفتوح للمؤمنين من جميع الأديان، وهذا ما ترمز إليه كذلك المداخل الأربعة، التي تواجه الجهات الأربع، حيث ينتصب المبنى تقليديًا. يمكن للناس دخول المعبد في أيّ وقت من اليوم، بشرطٍ واحد مفروضٍ على الجميع رجالًا ونساءً، هو تغطية الرؤوس وخلع الأحذية.

في وسط المعبد، على منصّة مرتفعة كالعرش، يوضع "ڠورو ڠرانث صاحب" الكتاب المقدّس للسيخ. يُقدّس الكتاب الذي يوازي بأهميّته "الڠورو" أيّ (المعلّم الروحيّ)، ويُعتبر "الڠورو الحيّ الأبديّ" وخليفة المعلّمين العشرة المؤسّسين للديانة السيخيّة. يُقرأ الكتاب من شروق الشمس إلى غروبها، وتُتلى التراتيل برفقة الموسيقيّين دون انقطاع. يتهادى المؤمنون حول "ڠورو ڠرانث صاحب"، مقدّمين قرابين المال أو الزهور. يدخلون ويخرجون من دون أن يديروا ظهرهم للكتاب إطلاقًا، وقد يجلس البعض من حوله على السجادة للاستماع إلى التلاوة والتأمّل. في أيّام العطلات، يتعاظم الحشد، حين يقرأ الكتاب بأكمله في تلاوة تستمرّ 48 ساعة.

يتكوّن المعبد السيخيّ "الڠوردوارا" من عدّة طوابق حيث يمكن للناس التحرّك بحرّية. وتعلو المعبد قبّة على شكل زهرة لوتس تسمّى "ڠومباد" لا يحتوي المعبد السيخيّ تماثيل، لاعتبارها ضربًا من الصنميّة، ولكنه يتميّز بغنى الزخرفة المشغولة في الجدران: النقوشٌ بزخارف نباتيّة أو هندسيّة، و"الجاراكتاري" وهي (فسيفساء من الحجارة شبه الكريمة المرصّعة في الرخام)، إضافةً إلى مجموعات من المرايا، ولوحات تُصوّر حقباتٍ من حياة المعلّمين المؤسّسين العشرة …

مباركٌ هذا المعبد، بوابة المعلّم الروحي، حيثُ تُغنّى الترانيم للرب. وآ ناناك، الله الواحد الخالق الموجودٍ في كلّ مكان في القلوب والمنازل.

ڠورو ڠرانث صاحب، ص 153.

يحوي كلّ معبد "لنڠر" مجاور، وهو مقصف ومطبخ عامّ مجانيّ للمؤمنين، وقد يتضمن كذلك صفوفًا للدرس ومكتبة. يبقى المعبد مفتوحًا طوال اليوم، لتقديم أنشطة متعدّدة تُدار من قبل "السانڠت"، الشبيه بمجلس استشاريّ يتمّ انتخاب أعضاءه من قبل الجماعة.

تحوي خمسة من أبرز معابد "الڠوردوارا" تمثال "تاكستسا" أو (العروش)، التي بُنيت في أماكن تحمل قيمة تاريخيّة عند طائفة السيخ، وتقع جميعها في البنجاب والهند وباكستان. لكن "المعبد الذهبيّ" المبنيّ في مدينة "أمريتسار" يبقى أقدسها، إذ شُيّد في المكان حيث أحبّ "الڠورو ناناك"(1469-1539م)، المعلّم الأوّل من المعلّمين العشرة المؤسّسين للسيخيّة أن يتأمّل.

منذ منتصف القرن التاسع عشر ميلاديّ، بنى السيخ معابدهم في العالم أينما حلّوا، وخاصةً في البلدان الناطقة باللغة الإنكليزيّة التي هاجروا إليها في البداية. إضافة إلى هذه المعابد العامة، يُواصل بعض السيخ اتّباع تقليد الڠوردوارا داخل البيت عبر تكريس غرفة في المنزل لكتاب "ڠورو ڠرانث صاحب".

جميع الحقوق محفوظة © 2024
تصميم وتطوير Born Interactive